الغول والمافيا يتآمرون علينا
الحنان _ قلم: فؤاد سمعان فريجي
في الوقت الضائع تنكشف الخلايا النائمة امام مجهر الناس والمتابعين ، وها نحن اليوم امام برج بابل الفلتان .
الخلايا النائمة هي مجموعة التجار الذين يتحكمون بالسوق اللبناني في المواد الغذائية والأستهلاكية والمحروقات والأدوية وتوابع يوميات المواطن اللبناني ، يُعاونهم في القبضة على العنق اللبناني مافيا الدولار التي تسرح وتمرح علناً حتى وصل اليوم سعره امام الليرة سقف ١٩٠٠ ونيف !!
واقع مؤلم لم نراه في عز الحرب ، حيث فالتة الأمور من عقالها ، وهذا ما يؤكد القضايا المطلبية التي نزل من اجلها الآف الناس في الشوارع ، وانا احض على رفع الصوت كي لا نموت جائعين ، امام شجع تجار المواد الأستهلاكية والمحروقات والأدوية .
أخبرتني سيدة بالأمس ذهبت لشراء علبة حليب لطفلها ، كانت تدفع ثمنها ٢٠ الف ليرة منذ شهر ، اليوم دفات ثمنها ٤٢ الف ليرة .!!
من يحمي المواطن من غول الزعران في المحلات والسوبر ماركت وغيرهم.
محلات الصيرفة في لبنان اقوى من ( ميري لانش ) دولة مستقلة ترفع وتخفض الدولار دون العودة الى المصارف، صحيح ان هناك فوضى في هذا القطاع ، لكن ما هو عمل الأجهزة الرقابية ؟ موظفين يستلقون على مكاتبهم ويتحركون في دورياتهم ايّام الرخاء في جولة استعراضية ، نحن بحاجة الى جهودكم اليوم ، وما ينفع البريء عندما يقترب القاتل منه !!
المواطن ليس لقمة سائغة الشارع في أوج تحركاته لأسقاط منظومة الفساد ، وان الأستمرار في هذا الأسلوب المافيوي سوف يحرق الأخضر واليابس !
مصلحة حماية المستهلك ووزارة الأقتصاد ماذا تفعلون ؟ تُشاهدون الفيلم اللبناني الذي يُدمي القلب ألم تتحرك مشاعركم الوطنية تجاه فقر وعوز الناس متوسطي الحال.
للتذكير عندما أنهار الوضع المالي في اليونان ووقعت البلد تحت الأفلاس ، اكثر من ٢٨٥ مستورداً للمواد الغذائية والحاجات اليومية فتحوا مستودعاتهم امام عامة الشعب وبيع محتوياتهم بسعر الكلفة ، كي لا يُقال أبناء سقراط وأفلاطون يموتون من الجوع !!
ونحن أبناء وطن النجوم نقع في هذه الأزمة بين انياب الغول ومن نُعَول عليه منقذاً يُشارك في ألتهامنا على طبق من فضة.