منوعات

درويش في عيد الظهور الإلهي : أدعوكم لتعززوا روح الإخاء والعمل لنبذ كل تفرقة وعداوة ونميمة وحسد

الحنان ـ

احتقل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بقداس عيد الظهور الإلهي في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم وخادم الرعية الأب ادمون بخاش والشماس ايلي زخريا، وخدمته جوقة الكاتدرائية، بحضور وفد مجلس العموم البريطاني الذي يزور المدينة، مدير مكتب ” عون الكنيسة ” في بريطانيا، وجمهور كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة، رحّب فيها بالوفد البريطاني وشرح معاني العيد فقال :
” أحييكم جميعا في عيد الظهور الإلهي، المعروف شعبيا بعيد الغطاس، سمتّه الكنيسة بعيد الظهور لأن الله ظهر الله للبشرية بأقانيمه الثلاثة، واتخذ له تسمية شعبيةَ بعيد الغطاس لأن المسيح غَطَسَ في ماء الأردن معتمداً من يوحنا المعمدان، ومعكم أرحب بأصدقائنا من مجلس العموم البريطاني، واشكر تلبيتهم الدعوة لزيارة زحلة والأبرشية، كما اشكر حضور السيد نيفيل كيرك سميث، مدير مكتب ” عون الكنيسة” في بريطانيا، هذه الجمعية التي تقف الى جانب الكنيسة في الشرق وتساهم في بناء الكنائس والمساجد والمساكن في سوريا والعراق، وتساهم بشكل كبير في اعملنا الإنسانية.

ظهر لنا الآب السماوي عندما انفتحت السماوات عند معموديته ونادى بأنَّ “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” (متى3/17). يقول القديس يوحنا فم الذهب أن “الصوتَ وحدَه لم يكن كافيا.. لذلك نزلَ الروح القدس بشكل حمامة، فلفت الأنظار الى يسوع وبيّن بوضوح الإشارة الى يسوع المعتمِد لا إلى يوحنا المُعَمِد”.
الظهور إذن هو ظهور الثالوث الأقدس، إلها واحدا، هذا الظهور يُبيّن ويُظهر أن الله محبة، أحب الإنسان، وأراد أن يقول له أنت أيضا ابني الحبيب.”
واضاف ” الله محبة ومحبة فقط، ظهر لنا ورفعنا اليه وشاركنا بملكوته السماوي، صرنا أحباءه وهو ينتظر منّا أن نقابله المحبة، ينتظر منا أيضا أن نسير سيرة حسنة ليتوافق قلبنا مع قلبه. نصلي لنحب الله، نفعل الخير لنحب الله، نصوم لنحب الله ونُحب قريبنا لنرى فيه وجه الله. فكل عمل لا يُزيد حبنا لله هو باطل ولا منفعة فيه ولا يؤتي بثمر.
في عيد الظهور الإلهي أنار الله الإنسان “فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس” (يوحنا4/4) النور الحقيقي هو يسوع المسيح “الذي ينير كلَّ إنسان آت الى العالم” (يوحنا4/5)”
وتابع ” المشكلة التي نعيشها في هذه الأيام أن الإنسان يختار العمى الروحي وهو لا يكترث لوجود الله ولا يريد أن يفهم سر الله، كثيرون هم الذين يحبون الظلمة وأعمال الظلمة.
في هذا العيد نتذكر ما قاله يسوع لنيقوديموس بان الولادة الجديدة شرط أساس لنصير أبناء الله وللدخول الى ملكوت الله: “أَلحقَّ الحقَّ أَقولُ لكَ: ليسَ أَحدٌ يَقْدرُ أَنْ يُعايِنَ مَلكوتَ اللهِ، ما لم يُولَدْ مِن فَوْق”. (يوحنا3/3)، و “ليسَ أَحدٌ يَقدِرُ أَنْ يدخُلَ ملكوتَ السَّماواتِ، ما لم يُولَدْ منَ الماءِ والرُّوح (يوحنا3/5). كل اللذين يقبلون يسوع ملكا وإلها يعطيهم نعمة ليصيروا أولاد الله (يوحنا1/11)، “لأَنَّكم، أَنتم جميعَ الذينَ اعتمدوا للمسيحِ، قد لَبِسْتُمُ المسِيح” (غلاية3/17).
في هذا العيد نريد أن نجدد العهد مع يسوع، وعهدنا أن نسلك في النور كأبناء النور. نريد أن نسهر على أن تكون سيرتنا لائقة بدعوتنا ونسهر على أن تكون توبتنا صادقة ونعيش كلَّ أبعاد شركتنا الروحية مع الله، فنحن أصبحنا بحكم المعمعمودية ومسحة الميرون، أبناء الله، وصرنا قادرين أن نعيش بسلام ونكون صانعي سلام، لأن المسيح هو سلامُنا وجعلنا أخوة وبه ومعه انتهت العداوة بين البشر (أفسس2/14).”
وختم درويش عظته بالقول ” في هذا العيد أدعوكم أيضا أن تعززوا روح الإخاء وأن نعمل معا لنبذ كل تفرقة وعداوة ونميمة وحسد، كما طلب بولس الرسول من تلميذه وولده تيطس، وكلنا اليوم تلاميذ لبولس: “يا ولدي تِيطُس، لقد ظَهَرت نعمةُ الله الْمُخلِّصةُ جميعَ الناس، مُؤَدِّبةً إيّانا لِنُنكِرَ الكُفرَ والشَّهواتِ العالميَّة… فلمَّا ظهَرَ لُطفُ اللهِ مُخلِّصِنا ومحبَّتُه للبشر، خلَّصَنا هو، لا اعتبارًا لأعمالِ بِرًّ عمِلناها، بل بحَسَبِ رحمتِه، بغَسلِ الميلادِ الثاني وتجديدِ الرُّوحِ “(تيطوس2/11و3/4).”
وفي نهاية القداس ترأس درويش رتبة تبريك المياه، ومن ثم بارك المؤمنين عبر رشّهم بالماء المقدس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى