أخر الأخبار

علاجات السرطان في خطر ونقص في بطاريات القلب وفلاتر غسيل الكُلى

المستشفيات تستخدم آخر ما في مخازنها من أجهزة ومستلزمات طبية ولا ضمانات بتأمين بدائل...

الحنان _

اشارت صحيفة “الاخبار” الى ان الشحّ في المُستلزمات الطبية وصل إلى بطاريات القلب والصمّامات وفلاتر غسيل الكُلى، فيما أُقفلت أقسام علاجات السرطان في عدد من المُستشفيات التي تُنازع بدورها.
أما الأدوية، بحسب الصحيفة، فانه وبالرغم من “تطمينات” نقابة الصيادلة ومستوردي الأدوية بشأن “سلامة” القطاع، فإنّ المعطيات تُنبئ بأن تفاقم الوضع الحالي لن يجعله بمنأى عن الأزمة. ما يواجهه اللبنانيون جميعاً، اليوم، هو محاولة موصوفة لـ”القتل العمد”.
وفي هذا السياق نقلت الكاتبة هديل فرفور عن صاحب إحدى الشركات العاملة في هذا المجال قوله ان “كل المُستشفيات، من دون استثناء، تستخدم حالياً آخر ما في مخازنها من أجهزة ومستلزمات طبية. وأي جهاز أو أداة تُستخدم اليوم لا ضمانات بتأمين بديل عنها”، موضحة ان مايقوله ياتي خلافاً لكل محاولات “التطمين” و”امتصاص” الهلع التي تنتهجها بعض الجهات الرسمية المعنيّة بالقطاع الصحي في لبنان.
وتابعت الكاتبة في مقالها ان “تهويل” يمارسه أصحاب الشركات المستوردة التي أعلنت سابقاً أنها استوردت خلال شهر ونصف شهر نحو 5% فقط من حاجات المُستشفيات؟ ربما. لكن كل المؤشرات الحالية تُنذر بتفاقم خطير يطاول بشكل مباشر حياة اللبنانيين الذين يواجهون اليوم محاولة لقتلهم عمداً. فمن أصل سبعة أنواع من البطاريات التي يستخدمها مرضى القلب، ثمة نوعان باتا مفقودين من الأسواق كلياً وفق تجمّع شركات مُستوردي المعدّات والأجهزة الطبية، إضافة إلى شحّ في قياسات “صمّامات القلب” وفي الفلاتر المُستخدمة في غسيل الكُلى. سبق ذلك إعلان التجمع عن نقص حاد في الخيطان المُستخدمة في العمليات الجراحية وانقطاع نوعين من الغاز المُستخدم للتخدير، وإقدام مُستشفيات على الاستخدام المتكرّر لأدوات مخصّصة للاستعمال لمرة واحدة مع ما لذلك من تداعيات خطيرة على المرضى!
ومن مؤشرات التدهور المتسارع، أيضاً،  اضافت الكاتبة، إعلان جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، في بيان أمس، توقّف العمل في قسم الطوارئ في مستشفى المقاصد “باستثناء الحالات الحرجة التي تستدعي معالجة سريعة والإقامة في المُستشفى لمتابعة العلاج”. والسبب “ارتفاع أسعار المُستلزمات الطبية التي يصعب الحصول عليها إلا بكميات نادرة وتسديد معظم ثمنها نقداً، عكس التسهيلات التي كانت تُمنح سابقاً بسبب الشحّ المالي (…)”. بذلك، تنضمّ المقاصد إلى مستشفيات أقفلت بعض أقسامها (وخصوصاً غسيل الكُلى ومعالجة السرطان) نتيجة الأزمة المالية والنقدية المُستعرة منذ أشهر. فيما جدّد نقيب المُستشفيات الخاصة سليمان هارون، أمس، قرع جرس الإنذار بالإعلان ” أننا وصلنا إلى صلب الأزمة قبل الموعد المتوقّع”.
الأزمة انسحبت أيضاً على أدوية الأمراض المستعصية، وفي مقدمها أدوية السرطان التي يشكو عدد من المرضى من انقطاعها، منذ أسابيع. فقد أكدت المعلومات أن بعض الأدوية لم يعد موجوداً في السوق، على رغم تطمينات وزارة الصحة، وتطمينات نقيب الصيادلة غسان الأمين، في اتصال مع الصحيفة، بأن لا أزمة دواء بسبب تطبيق تعميم مصرف لبنان القاضي بتأمين 85% من الاعتمادات بالدولار على أساس سعر الصرف الرسمي على أن يؤمن مستوردو الأدوية النسبة المتبقية من الدولارات من السوق السوداء.
ومن بين الأدوية التي فُقدت دواء puri-nethol الذي لجأ بعض المرضى حالياً إلى تأمينه من خارج لبنان عبر “مبادرات فردية”.
طبيب أمراض الدم والتورّم الخبيث يوسف جنبلاط أوضح أن هذا الدواء يُستخدم لعلاج اللوكيميا اللمفوية الحادة، “ويُعتبر علاجاً مُتمّماً بعد انتهاء جلسات العلاج الكيميائي. بمعنى أنه علاج تكميلي مع أدوية أخرى، ويُستخدم على مدى سنة أو سنتين”. ويؤكد أن العلاج يبقى ناقصاً إذا لم يتضمن هذا الدواء.
اما دواء sprycell أيضاً بات مفقوداً، “وهو يُستخدم لعلاج اللوكيميا النخاعية المزمنة مُباشرة بعد التشخيص، ولعلاج بعض أنواع اللوكيميا اللمفوية الحادة، وكعلاج رديف للعلاج الكيميائي. يلفت جنبلاط إلى أنه رغم احتمال وجود بدائل لبعض الأدوية، “إلا أنه يُفضّل عادة المُضي في الأدوية التي سبق أن بدأ بها المريض العلاج، فضلاً عن أن هناك أدوية لها الأفضلية لجهة تداعياتها وآثارها الجانبية”.
الى ذلك اكد نقيب مُستوردي الأدوية كريم جبارة لـ”الأخبار” أن لا أزمة دواء بعد، “لكننا لسنا في مأمن في ظلّ غياب السيولة حالياً وعدم التزام المصارف بتعميم مصرف لبنان”. وعزا انقطاع الـ puri-nethol إلى انتقال ملكية الشركة “وهو أمر سابق للأزمة”، أما الـ sprycell «فمن المتوقّع تأمينه خلال أسابيع”. وأكّد توفّر الأدوية لدى الوكلاء، “لكن التأخير في التسليم قد يكون سببه التأخير في تسديد المُستحقات للشركات المُصنّعة بسبب غياب السيولة». يعني ذلك أن عجز المرضى عن الحصول على أدويتهم لا يعود إلى انقطاعها لدى وكلاء الدواء بقدر ما هو مرتبط بعجز المُستشفيات والجهات التابعة للقطاع العام (وزارة الصحة والجيش اللبناني) عن شرائها وتأمينها من الوكلاء المحتاجين بدورهم إلى السيولة لتسديدها إلى الشركات المُصدّرة. وهذا ما يدحض ما سبق أن صرّحت به مصادر وزارة الصحة بأن انقطاع الدواء «طبيعي» وسببه «العُطل والإجازات والتأخير في التسليم!”.
المصدر
الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى