أخر الأخبار

المطران درويش في قداس عيد الفصح: بنعمة القيامة سيتغلب العالم على الشر والتطرف والوباء

الحنان برس _

احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بعيد الفصح المجيد بقداس احتفالي في كاتدرائية سيدة النجاة عاونه فيخه النائب الأسقفي العام الأ{شمندريت نقولا حكيم، كاهن الرعية الأرشمندريت ايلي نمّور والأب ايلياس ابراهيم وخدمته جوقة الكاتدرائية بحضور المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدي القى سيادته عظة هنأ فيها الجميع بقيامة السيد المسيح من بين الأموات وقال :

” المسيح قام!..

كان المسيحيون الأول منذ بداية الكنيسة يحيون بعضهم بقولهم: ” المسيح قام!” وكانوا يجيبون: “حقاً قام!”. لم يكن هناك أكثر جمالاً من هذه التحية الصادقة بين المسيحيين. هذه الكلمات التي كانوا يتبادلون من خلالها فرحهم وافتخارهم، كانت تعبر عن شعورهم العميق بإخوّتهم، وإيمانهم ورجائهم في المسيح القائم على الموت.

المسيحيون الأول جاهروا علناً وبصوت عال بإيمانهم بالمسيح القائم، وشعروا بأنهم واحد في إيمانهم وبأن هذه الوحدة تربطهم معا. شعروا أنهم أخوة وأخوات، يربطهم رجاء واحد وإيمان واحد بقيامة يسوع، وكانوا يعيشون كعائلة واحدة.”

واضاف ” المسيح القائم هو الرابط الوحيد الذي يجمعنا ويجعلنا عائلة واحدة. هذه العائلة هي الرعية والأبرشية والكنيسة، نرتبط معاً بشركة روحية بواسطة الافخارستيا، فنحن نؤمن بأن المسيح حاضر فينا وهو معنا عندما نعيش كجماعة مؤمنة أي عندما نؤلف معا جسد يسوع المسيح.

فرح القيامة وقوتها يسردها لنا يوحنا الإنجيلي، عندما يتحدث في الفصل العشرين ويأتي على سيرة مريم المجدلية ثلاث مرات: المرة الأولى عندما ذهبت الى القبر وقالت لسمعان وللتلميذ الآخر الذي أحبه يسوع: “أخذوا الرب من القبر، ولا نعرف أين وضعوه”. والمرة الثانية عندما ظهر لها ملاكان وسألاها “لماذا تبكين؟ قالت لهما: “أخذوا ربّي ولا أعرف أين وضعوه”. والثالثة عندما ظهر لها يسوع وظنته أنه البستاني فقالت له: “إذا كنتَ أنتَ أخذتَهُ يا سيدي، فقلْ لي أينَ وضعتَهُ حتّى آخُذَهُ”

وتابع سيادته : ” نحن نعرف اليوم بأن القبر كان فارغاً لأن المسيح قام من الموت، لكن مريم المجدلية لم تكن تعرف هذا في ذلك الوقت، فكل ما كانت تريده هو الاعتناء بجسد المعلم، الذي شفى المرضى وأقام الموتى وغفر الخطايا، هذا الإنسان الذي كان قريباً من الناس وقريباً من الله.

لكن يسوع لم يتركها في حيرة فقد أبان لها ذاته عندما دعاها باسمها وقال لها: “يا مريم”. ويقول الإنجيلي أنها “رجعت وأخبرت التلاميذ بأنها رأت الرب”.

تحول خوف مريم المجدلية وبكاؤها إلى فرح عارم عندما كلمها يسوع وناداها باسمها وهي أجابته قائلة: “يا معلم”. هذه هي نتيجة المحبة التي نشأت بين مريم والمسيح القائم من بين الأموات وقد صار سيدَها ومعلمَها. المحبة وحدها تسمح لنا بأن نتعرف على المسيح، لأنه هو المحبة، وهي وحدها تفتح عيوننا وقلوبنا لنكتشف سر القيامة فنعرفه ونناديه “رابي” وهو بدوره يجذبنا إليه. عندما نحبه نعاين قيامته ويسألنا كما طلب من مريم، أن تذهب وتخبر أخوته الرسل بأنه قد قام: “اذهبي إلى أخوتي وقولي لهم إني صاعد إلى أبي الذي هو أبيكم، وإلى إلهي الذي هو إلهكم” (يو20:/17). إنها حركة حب بيننا وبينه وحركة مصالحة وشركة معه، يكشف لنا يسوع ضعفنا ونحن بدورنا نكتشف فقرنا إلى حبه.

لقد أناط الرب رسالة التبشير بقيامته إلى هذه المراة وقد صارت بذلك “رسولة الرسل: كما سمّاها القديس أغوسطينوس، وفي الكنيسة الشرقية ندعوها “معادلة للرسل” فاستحقت أن تكون مثال المرأة الملتزمة في خدمة البشارة وخدمة الكنيسة، فهي سمعت كلام الرب وفهمته واختبرت حضوره وبشرت به، لذلك كان من الطبيعي أن تذهب إلى الرسل لتشاركهم خبرة مشاهدة الرب.”

وختم المطران عظته قائلاً ” لنا رجاء وطيد بأن العالم الذي أحبه الله، سيتغلب على الشر والتطرف والوباء وسنتمكن نحن بنعمة قيامته أن نتغلب أيضا على الخوف والقلق، فنتجدد بالمسيح ونتقوى به. نسأله أن يغمركم بفرحه ونحييكم من جديد بنشيد القيامة

المسيح قام.. حقا قام!…”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى