أخر الأخبار

شجرة الدفاع المدني الميلادية أضيئت من موقع الانفجار في مرفأ بيروت

الحنان برس _

جرياً على عادتها السنوية، وعلى الرغم من الظروف القاهرة التي ترخي بثقلها على البلاد، أضأت المديرية العامة للدفاع المدني شجرة الميلاد بالقرب من موقع الانفجار الذي سبب دماراً في مرفأ بيروت وضواحيها، تأكيداً منها على نشر رسالة السلام والمحبة وإصراراً على انتصار إرادة الحياة.
وقد أضاء المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطّار إلى جانب كل من محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود،الرئيس المدير العام لادارة واستثمار مرفأ بيروت الأستاذ باسم القيسي، اللواء الياس شامية ممثلاً قائد الجيش العماد جوزف عون، قائد فوج اطفاء بيروت العقيد نبيل خنكرلي، وبحضور مجموعة من المتطوعين في الدفاع المدني وفوج اطفاء بيروت، الشجرة الميلادية التي تزينت هذا العام ببزات العمل الخاصة بعناصر الدفاع المدني والتي طالتها ألسنة النار خلال اقدامهم على إخماد النيران التي اندلعت جراء الانفجار، وذلك في إشارة رمزية الى ما يقدمونه من تضحيات جسيمة في سبيل تلبية نداء الواحب الإنساني والوطني.

وألقى العميد خطّار كلمة، خلال الحفل الذي أقيم في الرابعة من عصر اليوم، فاستهلها بالقول “نلتقي اليوم في هذا المكان، لا للبكاء على الأطلال بل لنستذكر الأبطال الذين سقطوا شهداء الواجب على قاب قوسين أو أدنى من هنا وسقط معهم أبرياء في منازلهم أو سياراتهم بلا ذنبٍ ارتكبوه.”

وأضاف “لقد قرّرنا تركيز شجرة العيد هذا العام في هذا المكان بالذات لأنه يجسّد الرسالة السامية للدفاع المدني وفوج اطفاء بيروت. رفاقٌ لنا في فوج الإطفاء هبّوا لإطفاء حريقٍ هنا وحماية أرواح العاملين في المرفأ فاستشهدوا ومن معهم من الأبرياء، انها حياة مقابل حياة، قدر كل العاملين في الإطفاء والإنقاذ يدخلون النار بلا تردّد لإنقاذ من هُم في قلب النار، ونحن واياهم لن نخاف النار وسنستمرّ في المهمة مهما كانت المخاطر.”

وأكد أن” في هذه الليلة، التي تسبق عيد الميلاد المجيد ببضعة أيام، نضيء الشجرة التي تزيّنت بلباس الميدان المكتوي بالنيران، ولفت بخراطيم المياه التي أخمدت حرائق وتضرّرت، وحملت مشاعر محبّي الدفاع المدني عبر سطور أرسلوها خصيصاً لتبقى شاهدة على عواطفهم نحو الأبطال وعلى تقديرهم للرسالة المشرّفة التي يضطلعون بها، رسالة ٌ تبقى فوق كل جدل أو تجريح أو ظلم، تحميها ارادة الناس الشرفاء.”

وأردف” في هذا المكان أيضاً يتواجد الجيش اللبناني الذي تشاركنا معه اللحظات الأليمة ودخلنا سوياً لهيب النار لإنقاذ من بقوا أحياء والتفتيش عن المفقودين الذين ملأت دموع حسرة ذويهم الساحات ودوّت صرخاتهم لتغطي هدير البحر. تحية الى أبطال الجيش اللبناني الذين تعمدوا بالنار يوم انخراطهم في المؤسسة العسكرية ولا يأبهون المخاطر كلما دعاهم الواجب الى ساحةِ شرف، وتحية الى قوى الأمن الداخلي والأمن العام على تضحياتهم. والتحية أيضاً لمحافظ بيروت القاضي مروان عبود الذي طبع مأساة المرفأ في اللحظات الأولى بالدموع المنهمرة على خدّيه أمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية.”

وتوجّه إلى متطوعي الدفاع المدني بالقول” والى أحبائي متطوّعي الدفاع المدني كل التقدير لاندفاعهم وعطائهم المستمرّ، ووعدٌ بمتابعة قضية تثبيتهم حتى تبلغ الخواتيم السعيدة، إطمئنوا لن يهدأ لي بال قبل ان تنالوا ما تستحقون ومهما كلف الأمر.”

وتابع ” ويقتضيني الواجب هنا ان أتوجّه بالشكر الى الفنانة الشابة حياة الناظر التي صمّمت وأشرفت على تنفيذ الشجرة تطوّعاً وحملت معها عاطفة الناس وعباراتهم المؤثرة للتعاطف مع الدفاع المدني وفوج الاطفاء وركّزتها على هذه الشجرة لتأكيد ارادة الحياة والأمل المتجدّد. والشكر أيضاً للأستاذ روني ألفا الذي تطوّع بفكره وعقله لتقديم هذا الاحتفال المتواضع الذي فرضته اجراءات الوقاية من وباء كورونا وحالت دون حضور عائلة الأوفياء والمحبين الذي تغصّ بهم الساحات وأكثر ! اما الشاعر نزار فرنسيس فنحارُ في شكره على ما خصّنا به، فهو سيّد الشعر وتعجز الكلمات عن إيفائه حقه”.

وختم بتهنئة الجميع بالميلاد المجيد والعام الجديد متمنياً لهم دوام التقدم والنجاح.

المصدر: الدفاع المدني اللبناني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى