أخر الأخبار

الاتحاد العربي للعمل التطوعي في ندوته الفكرية الأولى: إرساء ثقافة التطوّع لمواجهة الأزمات والكوارث

الحنان برس _

لمناسبة اليوم العالمي للتطوع، نظّم الاتحاد العربي للعمل التطوعي، الندوة الفكرية الأولى، للبحوث المتعلقة بالعمل التطوعي، تحت شعار “خماسية التطوع”، وذلك على مدى ٤ أيام، بمشاركة ثمانية باحثين أكاديميين ومتخصّصين في شؤون العمل التطوعي ومواجهة الأزمات والكوارث وناشطين من العراق، الكويت، السودان، لبنان، اليمن ومصر.
وخلصت الندوة إلى جملة توصيات، أكّدت “ضرورة تضمين ثقافة التطوع في برامج التعليم بصفة عامة والتعليم الجامعي بصفة خاصة، واعتبار العمل التطوعي جزءًا وحاجة رئيسية في التعليم من خلال إدماج ثقافة العمل التطوعي ضمن مقررات الدراسة وربطها بالجانب العملي والميداني. كما دعوة الجامعات والمدارس إلى تبنّي إعلان برنامج عملي يهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي في بداية كل عام دراسي”.
وأوصت كذلك “بتبنّي مشاريع تطبيقية في العمل التطوعي، تفعيل دور وسائل الإعلام في التثقيف حول طبيعة العمل التطوعي ودوره في بناء المجتمع، من خلال برامج إعلامية متخصّصة، كما تصميم مركز متكامل لإدارة عمليات الكوارث يستفيد من الرؤى العصرية والتقنيات الحديثة، توفير الموارد المالية التي تضمن تنفيذ عمليات إدارة الكوارث والأزمات، وتفعيل الشراكة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني وإتاحة مساحة أكبر لها للتحرك”.
الندوة التي عُقدت عبر تطبيق ZOOM تمحورت جلساتها حول توثيق العمل التطوعي في العالم العربي “واقعه ومستقبله”، دور المناهج الدراسية في تعزيز العمل التطوعي، العمل التطوعي في لبنان في ظل كارثة انفجار بيروت، دور العمل التطوعي في إدارة الأزمات والكوارث، وفي تعزيز التنمية المستدامة، وفي تنمية المهارات القيادية، بالإضافة إلى أثر العمل التطوعي في التربية البيئية وبرنامج تدريبي لقيادات العمل التطوعي.
وفي مداخلته، عرض الناشط المدني اللبناني، رئيس جمعية “متطوّعون بلا حدود” وعضو الاتحاد العربي للعمل التطوعي، رياض عيسى، أطر العمل التطوعي عقب انفجار بيروت في الرابع من آب/أغسطس الماضي، فقال: “لبنان عنوان للحياة ويبقى العمل التطوعي هو الأمل. فقد عايش لبنان سلسلة أحداث أليمة ومراحل تاريخية عصيبة من الحرب الأهلية الدامية والاحتلالات الإسرائيلية إلى عمليات الاغتيال السياسي، وكان ولا يزال بحالة غليان دائم. ناهيك عن جريمة اغتيال رئيس مجلس الوزراء السابق رفيق الحريري ومؤخرًا انفجار مرفأ بيروت، وهو جريمة لا تقلّ فظاعة وقد تكون أشدّ خطورة، لناحية الدمار والخراب والتشوّهات وعدد ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وأضاف: “بيروت أبت إلا أن تنهض على أيدي أبنائها، فكان أن تدفقت الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، كما نشطت المبادرات الفردية، حيث بذل المتطوعون من مختلف الأعمار والطوائف، كامل إمكانياتهم وجهودهم لإعادة إحياء بيروت، وسط غياب تام لمؤسّسات الدولة ووزاراتها”.
ولفت عيسى إلى أنّ “التطوع في لبنان متجذر في تاريخه، نشأنا معه سعيًا لبناء دولة. ولولا عزيمة الشباب اللبناني المتطوع والمندفع، لما تمكّنا من الوقوف من جديد. فقد شعر اللبنانيون أنّ وطنهم بخطر، بدءًا من الحرائق الكارثية عام ٢٠١٩ والأحداث المتتالية، وصولًا إلى انفجار المرفأ الذي جعل من كل مواطن لبناني متطوّعًا”.
وسأل: “هل من دولة في لبنان كي يُقال إنّ المجتمع المدني سوف يلغي دورها؟! ليت السياسيين يبنون دولة تشبه روح المواطنية العالية والاندفاع والحماس الراسخ ضمن ثقافة المجتمع المدني”.
أمّا اليوم الخامس والأخير، فتخلله إعلان اعتماد وتدشين إنجازات الاتحاد، بينها دليل العمل التطوعي، لائحة المتطوعين العرب في بلاد المهجر، المرصد العربي للعمل التطوعي، جواز التطوع العربي ونشيد التطوع. كما جرى إعلان اتفاقية تعاون بين الاتحاد وجامعة الرباط الوطني (كلية علوم البيئة وإدارة مخاطر الكوارث).
وتوّجت ندوة “خماسية التطوع” بتكريم الاتحاد العربي للعمل التطوعي، مجموعة من الجمعيات والمبادرات التطوّعية والشخصيات التي ساهمت في العمل التطوّعي خلال سنة 2020، فيما يتعلّق بمواجهة جائحة كورونا، وفي لبنان على وجه الخصوص الناشطين والعاملين في إدارة أزمة انفجار الرابع من آب/أغسطس 2020.
وقد شملت التوصيات أيضًا “رفع درجات الاستعداد والتأهب ليس لمواجهة مخاطر الكوارث والأزمات فحسب، وإنما لمواجهة شتى الاشكاليات الصحية والبيئية وغيرها، كما عرض الاستراتيجيات الحكومية في مجال مواجهة الكوارث على القطاعات المجتمعية المختلفة وحاجة المجتمع المدني لتحقيق تكامل الرؤية المشتركة، وضع الخطط التي تضمن زيادة أعداد المتطوعين وإبراز دورهم في الحد من مخاطر التلوث، تدريب وتأهيل المتطوعين وتنمية قدراتهم للاستمرار في عملهم التطوعي، تأسيس مؤسسة حكومية مستقلة تختص بالعمل التطوعي بكل جوانبه، دعوة المؤسسات الإعلامية ووسائط التواصل الاجتماعي لدعم وتشجيع الباحثين والدارسين ومعدّي الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراه للكتابة حول مواضيع واهتمامات وتطلعات وإنجازات وتاريخ العمل التطوعي ومؤسساته ومبادراته”.
وطالبت التوصيات “بتفعيل دور المرأة في المشاركة الفعالة بالعمل التطوعي، إعداد المعلمين وتأهيليهم أكاديميًّا وفنيًّا، كي يكون بمقدورهم النهوض بالعمل التطوعي البيئي، تعزيز المشاركات التطوعية البيئية التي تضمن تنمية البيئة والحفاظ عليها من الاستنزاف والتلوث، بالإضافة إلى تعزيز القدرة لتشخيص بعض المشاكل البيئية وتحليلها وتقديم المقترحات لحلها، إشراك القطاع الخاص بأعمال الإغاثة والاستفادة من إمكانياتهم وخبراتهم وتوفير التسهيلات للمساهمين بدعم المبادرات التطوعية، كما وإنشاء بنك معلومات يضمّ أسماء الجمعيات التطوعية ومجالات عملها وأسماء المتطوعين والمتطوعات وأرقام هواتفهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى