أخر الأخبار

اللبنانيّون تحت رحمة المصرف والكارتيل: مسلسل انقطاع الأدوية مستمرّ

الحنان _

تحت عنوان ” اللبنانيّون تحت رحمة المصرف والكارتيل: مسلسل انقطاع الأدوية مستمرّ” كتبت راجانا حمية في صحيفة “الاخبار” انه قبل أسابيع، علت صرخة أطباء القلب بعدما انقطعت أدوية يتناولها مرضى القلب والقصور الكُلوي، بعضها لا بديل عنه. اليوم، صرخة أخرى من أمكنة أخرى (ضغط، سكري…) ستكبر مع الوقت، مع الانقطاع المتلاحق لعدد كبير من الأدوية. صحيح أن الانقطاع مؤقت وأن بعض البدائل حاضرة، وإنما الواقع ينبئ بكارثة يبدو القطاع الصحي مُقبلاً عليها.

واضافت الكاتبة في مقالها انه “ليس حدثاً عابراً أن تصبح “راسورات” القلب كلها من المقاس ذاته (!)، أو أن يعاد استخدام المستلزم الطبي الذي يفترض أنه صُمّم للاستخدام مرة واحدة لثلاث مرات، أو أن تُفقد أكياس الدم من السوق ويصبح على المرضى انتظار “شحنة” المستلزمات كي تأتي من الخارج. لكن، في الوقت نفسه، لم تعد هذه أحداثاً استثنائية. ففي كل يوم، ثمة ما يحدث. دواء ينقطع من هنا، ومعدات طبية يعاد “تدويرها” لإعادة استخدامها… قصص تحيل إلى خلاصة واحدة: “القطاع الصحي على شفير الانهيار”. هذا ما قاله، أمس، رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي، عقب الجلسة الطارئة التي عقدتها اللجنة بحضور نقباء المستلزمات الطبية ومستوردي الأدوية والمستشفيات والممرضين والممرضات.”

وتابعت الكاتبة ان الانهيار بات واقعاً. “هذه حقيقة فرضتها الأزمة الاقتصادية المالية التي كان من تبعاتها انقطاع كثير من المستلزمات الطبية وبعض الأدوية، كان آخرَها دواءا lasix وburinex (مدرّ للبول) اللذان يستخدمهما بشكلٍ خاص مرضى القلب والقصور الكُلوي المزمن. وفيما تأمّن الدواء الأول نظراً إلى صعوبة إيجاد بديل مناسب، لا يزال الثاني مقطوعاً، ويستعاض عنه بأدوية بديلة. ليست هذه الأدوية سوى عيّنة بسيطة مما يجري، ففي وقت “ينوجد” أحد الأدوية بعد انقطاع، ينقطع دواء آخر… وهكذا. اليوم حان “دور” بعض أدوية الضغط ومُسيلات الدم (aspicort مثالاً) وبعض الأدوية الهرمونية التي تستخدمها النساء (حبوب منع الحمل yasmine مثالاً) وبعض أدوية البنج. ولن تصبح هذه الأخيرة في متناول اليد، إلا عندما تأتي “الشحنة”. باتت هذه اللازمة ضرورية في الوضع الحالي المتزامن مع أسوأ أزمة مالية في البلاد. ”

وفي هذا السياق يقول نقيب مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات كريم جبارة انه وبسبب ذلك، قد يطول أمد الانقطاع حتى “أربعة أسابيع في بعض الأحيان”، صحيح أن الانقطاع ليس حدثاً مرافقاً للأزمة، وإنما في كل عام ثمّة أدوية تنقطع بشكلٍ مؤقت ثم تعود، لكن ما يختلف هذا العام أن النسبة زادت. وفي هذا الإطار، يشير جبارة إلى أنه “في السنوات العادية، كانت نسبة الانقطاع المؤقت للأدوية تراوح ما بين 1 و2%، أي بحدود 100 دولار من أصل 5000، أما اليوم فإننا نصل الى 6 و7 وحتى 10% في بعض الأحيان”. وهي نسبة “تحدث للمرة الأولى”. من هنا، شاع استخدام الأدوية البديلة، وهذا ليس عاملاً سلبياً، بل يفسره جبارة على أنه “حسن حظ”، مشيراً إلى أن غالبية الأدوية لها بدائل، ما يخفّف وطأة الأزمة. مع ذلك، ثمة خوف من انقطاع البديل أيضاً، وخصوصاً في “ظل توجه الناس إلى تخزين هذه الأدوية خوفاً من انقطاعها أيضاً”. هذا ما يقوله جبارة وما يؤكده عراجي. وقد دفع ذلك بأصحاب الصيدليات والمورّدين أيضاً إلى التقنين في توزيع الأدوية….

المصدر
الأخبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى