أخر الأخبار

المطران درويش كرّم ابو زيد تقديراً لعطاءاته: أعماله هي نشيد محبة وحياته محبة وعطاء

الحنان ـ

كرّم رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش المحامي عزيز ابوزيد، ومنحه بإسم غبطة البطريرك يوسف العبسي، وسام صليب القدس المذهب، تقديراً لجهوده وخدماته وعطاءاته في الأبرشية ومؤسساتها، بحضور عائلة المكرّم، الهيئتين الإدارية والتعليمية في المدرسة الوطنية الأميركية، اعضاء الجمعية الخيرية الكاثوليكية وعدد من المحامين أصدقاء المكرّم بالإضافة الى عدد من المدعوين.

التكريم جرى خلال قداس احتفالي ترأسه درويش في كاتدرائية سيدة النجاة، عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم وخدمته جوقة الكاتدرائية.

بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة قال فيها:

” في هذا الأحد الثالث بعد قيامة يسوع المسيح من بين الأموات، تضع لنا الكنيسة تذكار النسوة حاملات الطيب ويوسف الرامي وتقدمهم لنا مثلا للوفاء والخدمة والمحبة.

فيوسف الذي من الرامة كان رجلا غنيا تتلمذ ليسوع، تجرأ وطلب جسد الرب من بيلاطس، وذهب الى الجلجلة وأنزل جسد يسوع عن الصليب وكفنه ووضعه في قبر جديد.

أما حاملات الطيب فهنّ النسوة اللواتي أتين قبر يسوع ليطيبن جسده، جئن القبر باكرا وشاهدن هناك ملاكا أعلن لهن أن المسيح قد قام. أهم النسوة هي مريم المجدلية التي سلكت طريق التوبة فغفر لها يسوع خطاياها وهي التي دهنت قدميه بالطيب فأعطاها يسوع نعمة أن تكون أول من عاين قيامته. أما سالومي فهي أم يوحنا الحبيب ويعقوب الكبير والمرأة الثالثة هي مريم زوجة حلفا وأم سمعان ويعقوب الصغير أولاد خالة يسوع وهم الذين دعاهم متى الإنجيلي أخوة يسوع (متى6/3).

القبر الفارغ علامة على قيامة المسيح، قام وغلب الموت. صار هذا القبر علامة حسية لإيماننا وضمانة لقيامتنا. ”

وأضاف ” يطرح انجيل اليوم سؤالا: ” مَن يُدَحرجُ لنا الحجرَ عَن بابِ القبر..”. مهما كان الحجر كبيرا فهو ليس عائقا أمام قوة الله التي أقامت يسوع. هذا القبر أصبح بعد دحرجته منفتحا على الحياة ومصدرا للنور. القبر المغلق يرمز الى عالم الأموات وعالم الفناء، لذلك لا يمكن أن نلتقي يسوع داخل القبر المغلق.

نلتقي يسوع في الجليل، كما قال الملاك للنسوة: “اذهبنَ وقلنَ لتلاميذِهِ ولبطرس: “إنَّهُ يسبِقُكم إلى الجليل..” والجليل تعني أرض الانفتاح على العالم، والأرض التي منها انطلقت البشارة بملكوت الله. المسيح أطلق من الجليل الرسل للبشارة.

نحن بحاجة لمن يدحرج لنا الحجر عن باب القبر، ففي القبر ندفن أحزاننا ومشاكلنا وهمومنا وخطايانا. ملاك الرب الذي دحرج الحجر عن قبر يسوع حاضر ليدحرج أيضا الحجر عن قبرنا ليقيمنا المسيح معه، وليحول حزننا إلى فرح ويأسنا الى رجاء وقلقنا الى سلام. وعندما نخرج من ظلمتنا يقدم لنا يسوع رسالة جديدة، حياة جديدة وقيامة جديدة.”

وتابع ” إنجيل اليوم يكشف لنا أيضا، أبعاد وجود النسوة حاملات الطيب اللواتي أتين ليطيبن جسد الرب، لقد صرن مثلا لكل إنسان يريد أن يخدم في الكنيسة. وصار المسيحيون يتمثلون بهن لأنهن فهمن المحبة الكبيرة التي نتجت عن تنازل يسوع، ولأنهن عرفن أن آلام يسوع ما زالت تأتي من قلة محبة الآخر وخدمته.

محبة يوسف الرامي الذي طلب من بيلاطس جسد يسوع ومحبة حاملات الطيب، كانت محبة جريئة، تخطت الخوف والتقاليد وكانت شاهدة للحق. محبة تدحرج الحجر، محبة منتصرة على الموت، تُنهض النائم في خطيئته وتدمر حاجز العداوة بين الإنسان وأخيه، محبة تُدخل النور الى قلوب الآخرين.”

وختم سيادته ” لماذا تتعثر مجتمعاتنا في هذه الأيام؟ ولماذا مجتمعنا الزحلي منقسم؟ ولماذا تتكاثر المشاكل في عائلاتنا؟ لأن المحبة غابت عنا!.. ولأن المجتمع السليم لا يحيا بدون محبة ولان لا حياة لعائلاتنا ولشبابنا بدون محبة.

الذي لا يحب من كل قلبه لم يعرف الله لأن الله محبة، فالمحبة هي الباب الذي ندخل من خلاله إلى علاقة مع الله وبدون هذه المحبة لا تواصل ولا شراكة مع الله. المحبة الحقيقية تتخطى الذات لتبذل الذات لمصلحة الآخر.

المحبة الحقيقية هي محبة جريئة، تسعى لتغير شيئا ما في حياة الآخرين وفي حياة المجتمع. وعننا مثل واضح جدا كيف غيرت الجمعية الخيرية حياة عشرات العائلات عندما فتحت مشروع طاولة يوحنا الرحيم. الذين يعملون في المشروع والمتطوعون بنوع خاص غيروا بمحبتهم الكثير من الأمور في مجتمعهم.

من أجل هذا أريد أن أشكر الجمعية الخيرية الكاثوليكية، رئيسا وأعضاء على محبتهم الجريئة.

هذه المحبة هي أيضا عنوان حياة الأستاذ المحامي عزيز أبو زيد، فأعماله هي نشيد محبة وحياته أصبحت محبة وعطاء، ولعلَّ أثمن ما يمكننا أن نهبه للآخرين هو حضورنا ووقتنا، وعندما يعطي الإنسان مما هو أساسي وضروري عنده، يلمسُ شيئا من الإلهيات.

هذا هو عزيز أبوزيد الذي نكرم اليوم باسم الأبرشية. فنقدم له الصليب الأورشليمي المقدس، تعبيرا عن شكرنا وامتناننا لخدماته في المطرانية وخدماته في جميع مؤسساتها.

أيها الأحباء، من له مثل هذه المحبة فلينشد بفرح: المسيح قام، هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل به .”

وبعد القداس انتقل الجميع الى صالون المطرانية حيث تقبل المكرّم التهاني، وأقيم كوكتيل للمناسبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى