أخر الأخبار

نظمت الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب مؤتمر “السياحة وفرص العمل” في قاعة تموز في بعلبك، ضمن مشروع “شبكات السلم الأهلي” الذي تنفذه بالتعاون مع السفارة الهولندية في لبنان

بعلبك – سليمان امهز

حضر المؤتمر منسق الامم المتحدة في لبنان فيليب لازارينا، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم ممثلاً بالمقدم حسين القرصيفي، آمر مفرزة بعلبك القضائية العقيد فادي الحلاني، رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دي فريج، وفعاليات بلدية وإختيارية ومنظمات المجتمع المدني والأهلي.
اللقيس
رحب مؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس بالحضور وقال : “إن هذا اللقاء هو من ضمن سلسلة حوارات حول موضوعات اعتبرت أولويات من قبل المواطنين، وهذ اللقاء يتحدث عن السياحة وخلق فرص عمل، والمهم في لقائنا تعزيز ثقافة الحوار. المعروف أنه في المناطق المحرومة يكون منطق العتب والنقمة والرفض والمطالبة هو المسيطر على ثقافة الحوار، وهنا نؤكد أن العنصر البشري والشخصي له دور لأننا نلاحظ أن نفس المشروع ينجح في منطقة ما ويفشل في منطقة أخرى”.
وأضاف: “المسؤولية تقع على الجميع، فمسؤولية الدولة في ما يتعلق بالبنية التحتية وبوضع خطة ورؤية سياحية، وعلى رأسها وزارة السياحة، وفي كثير من المجالات هناك مسؤولية على المجتمع المحلي من بلديات وجمعيات المجتمع المدني وحتى المواطنين”.
وتابع: “قمنا بتشكيل لجنة أصدقاء مهرجانات بعلبك الدولية، وهذه اللجنة ساهمت بكسر الحاجز بين أهالي المدينة والمهرجانات، وخلال ثلاث سنوات من التعاون استطاعت اللجنة أن تساهم بزيادة حضور أهالي المدينة في المهرجانات”.
واعتبر أن “الترويج السلبي لبعض السلوكيات في المنطقة، تؤثر على السياحة في بعلبك، لذاعلينا أن نوظف هذه الوسائل للترويج الإيجابي ونركز على المبادرات الجيدة والإيجابية، لأن من طبيعة المجتمع السياحي أن يكون مجتمعاً إيجابياً، تجاه السياحة والسائح. لذا نطلب من الشباب المساهمة بالترويج الإيجابي لبعلبك، كما نتمنى على البلديات والفعاليات المساهمة في توسيع لجنة أصدقاء مهرجانات بعلبك الدولية للعمل على وضع خطة سياحية نستطيع ان نقدمها للمعنيين ومن أجل خلق فرص عمل جديدة، كما أنه علينا إشراك القطاع الخاص في أي خطة تطويرية لأنهم من يقدمون الخدمات، ونحن نملك برنامج حول هذا الأمر”.
وأردف: “المستوى الأمني أيضاً يلعب دور في القطاع السياحي، واليوم لا تزال تعاني بعلبك من كونها منطقة محظورة على الكثير من السياح الأجانب، لذا يجب أن نشكل قوة ضغط على السفارات والجهات الدولية لكي تعيد النظر باعتبار بعلبك منطقة أمنية محظورة واعتبارها منطقة آمنة”.
وختم: “على مستوى جمعيتنا نقوم بمبادرة سنطلقها في 2019 هي القرية النموذجية التي سيكون لها دور سياحي وتبعد عن القلعة 8 دقائق، هدفها الأساسي إعطاء صورة نموذجية عن الريف المتطور مع المحافظة على أصالته وتراثه، وستضم محطة تكرير لمياه الصرف الصحي، وإنارة على الطاقة الشمسية، وأراض زراعية وتربية مواشي ودواجن، وميدان لتعليم الأولاد أصول قيادة السيارات.”
المحافظ
وتمحورت كلمة المحافظ حول أهمية السياحة واهتمامه الشخصي بتطوير هذا القطاع،” الذي يعاني مع القطاع الزراعي العديد من المشكلات، رغم أن المنطقة تتمتع بكل المواصفات والمقومات السياحية، من السياحة التاريخية والتراثية والدينية والرياضية والريفية والطبيعية”.
وقال: “لا تقوم التنمية على الممنوعات والمخالفات، بل تقوم على تطوير القطاعات المنتجة كالسياحة، وإننا للأسف نشكو من قلة الثقافة السياحية عند بعض العاملين في تقديم الخدمات السياحية”.
وقال: “سعينا للحصول على تمويل مشروع من أجل تطوير وتحسين الخدمات السياحية، بقيمة 30 ألف يورو إلا أن تجاوب اصحاب المنشآت السياحية لم يكن بالمستوى المطلوب، فمن أصل 41 دعوة وجهت لم يستحب إلا سبعة أشخاص، ولكننا لن نستسلم سنعيد توجيه الدعوة على أمل أن نحقق الهدف من هذه الدورات التدريبية والتطويرية”.
وأكد على” أهمية الوضع الأمني ودوره في تعزيز القطاع السياحي، فلا سياحة ولا إنماء من دون أمن، وقد شهدنا تحسناً في الفترة الأخيرة وسيستمر، وتبقى المسؤولية الكبيرة أيضاً على المواطن البعلبكي للعمل والتشارك من أجل تعزيز ثقافة السياحة وإيجاد الوسائل التي من شأنها الإستفادة الإقتصادية بشكل أفضل من هذا القطاع”.
لازاريني
وأعرب لازاريني عن سعادته بتواجده في بعلبك مجدداً، وقال: “في الحديث عن السياحة وفرص العمل لا شك أن لبنان وبعلبك يتمتعان بالكثير من المقومات السياحية، التي تؤمن جزءاً كبيراً من الدخل القومي، ولكن مع الوقت تأثر هذا القطاع بالأزمة السورية وانخفض إلى نحو الثلث بحسب البنك الدولي، ومع ذلك لا يزال لبنان وبيروت من المدن العربية الأولى في الإستقطاب السياحي، ونأمل أن يتم الترويج بشكل أكبر ومستدام لقطاع السياحة”.
ولفت إلى مجموعة نقاط قد تضعف القطاع السياحي منها: “ضعف التسويق السياحي المحلي بين اللبنانيين، فاللبنانيون لا يعرفون الكثير عن لبنان بخاصة المغتربون منهم. كما أن المسألة الأمنية تضغط باستمرار على الواقع السياحي وتضعفه، كون الوضع المتأزم يحول دون زيارة السياح للمدينة، لذا نشدد على أهمية تنفيذ القوانين في البقاع، ونؤكد أنه لا توجد قيود على مسؤولي الأمم المتحدة تمنعهم من زيارة بعلبك”.
وقال: “من الأمور السيئة التي تغيرت مع الوقت هي البيئة فقد كان لبنان يعرف بأنه جوهرة الشرق الأوسط، وسويسرا الشرق، إلا أنه يعاني اليوم من نسبة التلوث العالية وتراكم النفايات في أماكن مكشوفة مما يعطي صورة سلبية عن المنطقة، كما أن تقلص المساحات الخضراء يؤثر أيضاً على السياحة، كل هذه المشكلات من أجل معالجتها تحتاج إلى مشاركة جميع الأطراف ضمن رؤية واضحة وعلمية هدفها استقطاب المزيد من السياح، ولبنان اليوم عشية ولادة حكومة جديدة تتحدث عن النمو الإقتصادي وهو ما يساهم في زيارة الإستثمارات وتحسين القطاع السياحي”.
نايلة دو فريج
وتحدثت دو فريج عن مهرجانات بعلبك وأهدافها ووقتها ومنافعها الثقافية والسياحية والإقتصادية، هذه المهرجانات تأسست على يد الرئيس كميل شمعون في العام 1956 وهي مؤسسة لا تتوخى الربح فإدارة المهرجانات مؤلفة من 12 شخصا تعكس التنوع الثقافي في لبنان، ومن أهداف المهرجانات الأساسية التسويق الثقافي والسياحي للمدينة في العالم، وأزيد عليها إنعاش منطقة البقاع عامة وبعلبك بشكل خاص”.
وأضافت: “قوة المهرجانات تنبع أولاً من الموقع الاثري المميز وتاريخه العريق، من هويتها الوطنية الجامعة، من التعاون بين المهرجانات وفعاليات المنطقة، من الرعاة والأصدقاء الوفيين للمهرجانات، من الجمهور الذي يحضر، من مشاركة الفنانين اللبنانيين فهي تسهل لهم الوصول الى الشهرة، ومن الفنانين الأجانب الذين يتحولون إلى سفراء للمهرجانات في العالم. ولهذه المهرجانات أيضاً منافع ثقافية، كتشجيع الفن اللبناني عبر إنتاج حفلات ضخمة، تعريف الجماهير على ثقافات مختلفة، المشاركة في النشاطات العالمية وتقربنا كلجنة من مؤسسات ثقافية عالمية. وقد تحولت المهرجانات إلى شعار للثقافة في العالم، وهي تعتبر مصدر إلهام للكثير من المهرجانات بالمناطق الاخرى، شجعت السكان المحليين على تنمية مهاراتهم الثقافية والفنية. كما ان أرشيفها جزء من ذاكرة لبنان، وموضوع للدراسات الأكاديمية في الجامعات”.
وتابعت: “على المستوى الإقتصادي تساهم المهرجانات في استقطاب الزوار إلى المدينة سواء من السياح العالميين، أم من اللبنانيين المغتربين والمقيمين، وفي تمكين إقتصاد بعلبك من خلال تنشيط بيوت الضيافة بجوار القلعة، وزيادة الطلب على الإحتياجات الغذائية المحلية، وزيادة فرص العمل، وتفعيل أنشطة الإعلاميين من صحافيين ومصورين وغيرهم، وإنعاش مصالح تجارية منها مراكز بيع التذاكر والنقل والتكنولوجيا والملابس وبيع الزهور، المساعدة في تسليط الضوء على باقي الأماكن التراثية والسياحية في المنطقة، تعزيز المؤسسات المحلية وخلق التفاعل بين السكان المحليين والمناطق الأخرى”.
وأشارت إلى أنه” في العام 2016 تم تسجيل بعض الأرقام منها: بلغت الحجوزات 1500 غرفة في فنادق البقاع، 21 ألف مشاهد، تشغيل 230 من اليد العاملة، إستهلاك 7000 وجبة غذائية. لكل هذه الأسباب نعتبر المهرجانات قوة إقتصادية وسياحية وتساهم في تعزيز الأمن والسلام. ونأمل مع الوقت تحسين الشروط الأمنية والبنى التحتية وزيادة الوعي بأهمية السياحة ودورها في تعزيز الإقتصاد، فهذه المهرجانات تقرب الأفراد والمجتمعات بعضها من بعض وتسهل الحوار وتفتح العقول والقلوب وتعزز العيش المشترك والتفاهم بين الناس”.
اللقيس
وتحدث رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس فقال: “السياحة بالمفهوم الحديث هي ظاهرة منتشرة في المجتمع المعاصر هدفها الحصول على الاستجمام والترفيه، وتغيير الجو المحيط الذي يعيش فيه الانسان والاكتشاف الثقافي الحضاري، والاستمتاع بجمال المشاهد الطبيعية. وقد باتت السياحة اليوم تحظى باهتمام خاص لدى معظم شعوب العالم واهميتها تتضاعف مع دورها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، فالسياحة هي بترول القرن الواحد والعشرين، لما ينتج عنها من تدفق للعملات الصعبة ومداخيل كبيرة للمواطنين ولتاثيرها الايجابي في التنمية المحلية”.
وتابع: “اما التنمية السياحية فهي الارتقاء والتوسع بالخدمات السياحية واحتياجاتها، وذلك بناء على تخطيط علمي يستهدف تحقيق اكبر معدل ممكن من النمو السياحي ومواجهة المنافسة في السوق السياحية. فالمحور الاساسي في عملية التنمية هذه يدور حول الانسان الذي يعد أداتها الرئيسية، وتتطلب أيضاً تنسيق السياسات الانمائية المختلفة للدولة نظراً للإرتباط الوثيق فيما بينها كالمواصلات والاتصالات والخدمات بصفة عامة”.
وأضاف: “يبدو جلياً الدور البارز للسلطات المحلية المتمثلة بالبلديات في عملية التنمية المحلية السياحية، كون البلديات متواجدة على أرض الواقع، وعلى تماس مباشر مع المواقع السياحية والمؤسسات الاستثمارية ومؤسسات المجتمع المدني والمواطنين. وعلى دراية كاملة بكل المتطلبات التنمية السياحية والتحديات التي تواجهها، وهذا ما يفرض عليها القيام بالمهام التالية: التخطيط لتطوير القطاع السياحي، التسويق السياحي، تنويع البرامج، تسمية مناطق جذب جديدة، اعتماد الأساليب العلمية، عقد مؤتمرات وندوات سياحية، تبسيط الإجراءات للقادمين، رفع مستوى الخدمات السياحية، والاهتمام بالدعاية والإعلان”.
وختم: “بعلبك ذات الشهرة التراثية العالمية هي بحد ذاتها من اهم عناصر الجذب السياحي، واذا تأمنت لها المتطلبات والخدمات السياحية من قبل مؤسسات الدولة المعنية والبلدية، لا سيما توفير الاستقرار الامني مع القضاء العادل الفاعل والحازم، فان هذه المدينة تصبح من أهم مصادر النهوض بالاقتصاد الوطني اللبناني والتنمية المحلية الشاملة”.
فخري
وتحدث رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر جان الفخري عن السياحة الريفية واعتبرها” تجربة البلدة او القرية عبر مجموعة من الانشطة السياحية التي لها تأثير على البيئة والمجتمع والثقافة المحلية والتراث، والتي يتعرف من خلالها الزائرون الى اسلوب حياة الريف الحقيقية المشتملة على الطبيعة والزراعة والاطعمة والعادات والتراث. فهناك تحديات وفرص للوصول الى تحقيق اهداف التنمية المستدامة، لذلك علينا السعي وبناء التحالفات على المستويات كافة لمواجهة هذه التحديات”.
واقترح مجموعة من الاجراءات والخطط، منها “الوعي بأهمية المواقع السياحة الريفية ومنتجاتها وخدماتها في المنطقة، الحفاظ على التراث الطبيعي والتاريخي والثقافي على مستوى المجتمعات المحلية وقيام سياسات تشجع ممارسات السياحة المستدامة، المطالبة بسن قوانين وتشريعات واجراءات ادارية تعزز أعمال مقدمي السياحة الريفية وتحفز مشاريعهم واستثماراتهم، زيادة الانفاق السياحي في المناطق الريفية، توسيع التنمية الاقتصادية لتوفير المزيد من فرص العمل في مجتمعنا، وتحسين النوعية والكفاءة المهنية لدى مقدمي الخدمات”.
واعتبر أن”هذه المنطقة تمثل المثلث الذهبي للسياحة لأنها تمتلك العديد من نقاط الجذب لسياحة متنوعة ومتميزة خاصة الريفية منها. وينبغي إعطاء السياحية الريفية طابعا مؤسساتيا على مستوى المحافظة عن طريق التعاون مع المجتمع المحلي والسلطة المحلية لتطوير فهمها وتقديرها للقيمة البيئية والاقتصادية والاجتماعية لموجوداتها ومواردها المحلية، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع، وتطبيق حماية الارث الثقافي والتاريخي والزراعي للمناطق الريفية من بيوت قديمة ومحميات وأشجار معمرة، والحفاظ على دور العبادة القديمة”.
وتقدم بعدد من المقترحات منها” إنشاء مكتب موحد لإدارة هذا القطاع يكون بمثابة مرصد لجمع وإدارة المعلومات والمعارف والبيانات السياحية وإعداد الخطط، وانشاء مكاتب سياحية وارشادية على صعيد اتحادات البلديات والبلديات الكبرى على ان يكون اصحاب المصالح في السياحة الريفية بمختلف مجالاتها في الهيكلية المقترحة من اجل التاثير الايجابي”.
وعدد مجموعة من الانشطة الريفية التي تقام في منطقة دير الاحمر على كافة الصعد الزراعية والرياضية والفنية والثقافية والدينية.
وقدم الفخري والفنان طانيوس حنا لوحة زيتية للدكتور اللقيس” عربون تقدير لجهوده التنموية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى