أخر الأخبار

قدّاس وجنّاز لراحة نفس المونسينيور منصور الحكيّم في ذكرى سنة على رحيله وإزاحة الستارة عن منحوتة جدارية للكاهن “الصدّيق المقدام” في القليعة

الحنان برس _ الجنوب _ ادوار العشي

أحيت أبرشية صور المارونية، وأهالي بلدة القليعة والجوار، الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأب الفاضل النائب الأسقفي في مرجعيون المونسينيور منصور الحكيِّم، كاهن رعية بلدة القليعة الجنوبية، وانتقاله إلى الأخدار السماوية، بقداسٍ إحتفالي لراحة نفسه، ترأسه رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية المطران شربل عبدالله، وعاونه رئيس أساقفة أبرشية الأراضي المقدسة المارونية المطران موسى الحاج، بمشاركة الرئيس السابق لأساقفة أبرشية صور المارونية المطران شكر الله نبيل الحاج، الرئيس السابق للرهبنة الأنطونية الأب داوود رعيدي، وكاهن رعية القليعة الأب بيار الراعي، ولفيف من الكهنة والشمامسة والراهبات، إلى ممثل قائد الجيش العماد جوزيف عون، العقيد علي أبو ديّا، قائد القطاع الشرقي في قوات “اليونيفيل” البريغادير جنرال رامون أرمادا، رئيس بلدية القليعة بسام الحاصباني، فاعليات ورؤساء بلديات ومخاتير منطقة مرجعيون، عائلة الفقيد الكبير الذين قدموا من بلدة عرطز البترونية، وحشد غفير من أهالي القليعة والجوار.

وألقى المطران عبدالله، عظة تأبينية، رثى فيها الراحل الكبير، الذي خدم رعية القليعة قرابة ستة عقود، منذ انتدابه في صيف العام 1964، وحتى وافته المنيّة في شهر آذار من العام الماضي، “وهو يعتبر رمزاً من رموزها ولطالما اقترن اسمه بالقليعة، التي جاءها من بلدته الأصلية عرطز البترونية، راعياً لمدة شهرين في شهر آب عام 1964، بعد نيله سر الكهنوت، واستمر فيها حتى وفاته، لا يكلّ ولا يملّ، بنَّاءاً للإنسان والحجر، ومؤسساً لصروح تربوية وصحية وخدماتية، وأندية رياضية ومشاريع زراعية وتنموية، وظل طيلة مدة خدمته الرعوية أكثر من نصف قرن، مدافعاً شرساً حتى الرمق الأخيرعن حقوق أبنائها خصوصاً، ومنطقة مرجعيون عموماً؛ كاهناً إستثنائياً كان، بشموخه وعنفوانه، في منطقة إستثنائية أنهكتها النزاعات والحروب، قاد سفينتها ربانّاً مخلصاً أميناً ومؤتمناً على الكثير، وأضحى اسمه صنواً ونبراساً للبلدة التي أحبها وأحبته، وبكته عند وداعه بغصة وحسرة، ومهر اسمه بتوقيعها، عنواناً للشهامة والبطولة والمرؤة، ودُفن قرب مذبحها المقدس في الكنيسة الأثرية التي يربو عمرها على المئة وثلاثين عاماً، وذلك جراء خدماته وتضحياته، ومواقفه الصلبة، حيث كان الكاهن الصديِّق والراعي الورع التقي، والأب الروحي المقدام، والبطل الشجاع في الشدائد، بخاصة خلال الحرب على الجنوب ومحاصرة المنطقة، حيث كان يناضل ويشد أزر أبناء المنطقة في مواجهة الصعاب والضغوطات، التي ألقت بثقلها على المنطقة.

في نهاية القداس، أزاح المطارنة والآباء الأجلاء، الستارة عن منحوتة جدارية تذكارية للمونسينيور منصور الحكيّم، توجت بما ورد في الكتاب المقدس: “الصدّيق كالنخل يُزهر، ومثل أرز لبنان ينمو”، في ذكرى سنة على وفاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى