أخر الأخبار

إسرائيل رفعت منطاداً ضخماً على حدودها الشمالية يغطي مساحة جغرافية واسعة من الجنوب اللبناني للإنذار المبكر ولاستشعار تهديدات الصواريخ ومسيّرات الدرونز 

الحنان برس _ الجنوب _ ادوار العشي

رفعت إسرائيل منطاد تجسس إستطلاعي ضخم ومتطور، بالقرب من الحدود اللبنانية السورية، لكشف التهديدات الجوية والصاروخية تجاه أراضيها، في تطور لافت لحماية حدودها الشمالية من أي خطر، ولاستشعار تهديدات الصواريخ والطائرات بدون طيار، على حدودها الشمالية التي تشمل سوريا ولبنان.

وهذا المنطاد الجوي الضخم الذي أنشأته شعبة الهندسة والبناء في وزارة الجيش الإسرائيلي، بعد عملية تطوير وإنتاج إستمرت سنوات عدة، هو الأكبر من نوعه في العالم، وسيغطي مساحة جغرافية واسعة من الجنوب اللبناني، بهدف الكشف عن التحذيرات المتقدمة، وقد تمّ تثبيته في موقعٍ خاص، شمال إسرائيل.

وأعلن جيش العدو، أن سلاح الطيران العسكري، هو المسؤول عن تسيير هذا المنطاد، وأنه تم إقامة مديرية خاصة اطلق عليها إسم”حوما”، لتكون هي المسؤولة عن تسيير هذا الجسم الهوائي الغريب في سماء الشمال، لاهداف عسكرية إستخباراتية.

المنطاد العسكري العملاق المتطور والقابل للنفخ، الذي ربما هو اكبر المنصات الجوية المتنقلة فى العالم، أُطلق عليه تسمية “ندى السماء” – “طال شماييم”، وحمل إسم “سكاي ديوSky Dew”، نُصب قرب مفرق مسكنة – جولاني، تعطلت جراؤه شبكات الإتصالات الخلوية والإنترنت خلال أعمال نصب المنطاد، وقام جيش العدو باطلاقه في الهواء في شمال الدولة العبرية. وسيتولى هذا المنطاد الهوائي الضخم، أعمال مراقبة وإنذار مبكر، من خلال كاميرات خاصة دقيقة، وأجهزة رصد وتتبع متطورة، ورادار متقدم، لكشف التهديدات المحتملة في منطقة الشمال، وعبر المناطق الحدودية والتحذير منها، وفق ما أعلنه جيش العدوالإسرائيلي.

كما من شأنه، القيام بأربع مهام أمنية وهي: إرسال تحذيرات مبكرة ضد التهديدات الجوية، عبر أجهزة إستشعار عالية الدقّة والمسافة، ولديه القدرة على اكتشاف الصواريخ بعيدة المدى، والصواريخ من طراز “كروز”، كذلك اكتشاف الطائرات المسيّرة بلا طيار. كما أن التقنيات المستخدمة في منطاد “سكاي ديو”، قادرة على توسيع رقعة منطقة الإشتباك، من خلال تغطية مستشعرات خارج خط رؤية الرادارات الأرضية، متجاوزة التضاريس الأخرى، التي يمكن أن تحجب الرصد لأي خطر محتمل.

وشوهد المنطاد الضخم، فوق المستوطنات الشمالية للدولة العبرية، بالقرب من الحدود اللبنانية، سيِّما فوق مستوطنة “جفعات أفني”، التي تبعد عن الحدود اللبنانية الجنوبية في القطاع الأوسط، نحو 32 كلم. وتُعدّ تلك الخطوة، تطوراً ملحوظاً في خطة التأهب الإسرائيلي، في وتحسباً لافتاً يكشف التحصينات الدفاعية والإستخباراتية الجديدة لتل أبيب، لاسيما الإستعداد لمواجهة خطر المقاومة المتزايد على حدودها الشمالية، في الأراضي اللبنانية على وجه الخصوص، وذلك للكشف والتحذير من “التهديدات المتقدمة”، مع إصرار إسرائيلي على إبعاد خطر إيران عن الحدود، بخاصة مع تزايد الوجود الإيراني المنتشر في الأراضي السورية بالقرب من حدودها، والتهديدات المتبادلة بين الطرفين، في وقت تكثف فيه إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع في سوريا، كان آخرها قبل أيام.

ودأبت إسرائيل، منذ ما بعد التحرير، وبخاصة عقب عدوان تموز 2006، على إطلاق منطاد ضخم فوق موقع تلة الدواوير في هونين غرب مستوطنة مرغليوت، قبالة مركبا، يشرف على مناطق واسعة من الجنوب، يستخدم للاغراض التجسسية، ويحمل عدداً من كاميرات المراقبة المتطورة، التي ترصد التحركات في الأودية والحقول الواقعة في المنطقة الحدودية المواجهة، لمستعمرة مسكافعام، وتحصي أنفاس الجنوبيين. واستمر الحال إلى ما بعد العام 2014، إلى أن سقط المنطاد ذات يوم عصراً على مقربة من موقع هونين العسكري إلى الغرب من مرجليوت.

وتُعّد مسألة الإنذار المبكر إزاء التهديدات المحدقة، من الركائز الرئيسة لنظرية الأمن الإسرائيلية، والتي وضعها أول رئيس حكومة ووزير الجيش لإسرائيل دايفيد بن غوريون عام 1953.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى