كرامي من طرابلس: “ما في حدا فوق راسو خيمة” لا رئيس ولا وزير ولا مدير فأهمّ صفة يتمتع بها المسؤول ان يكون جاهز للمساءلة بدون ضجيج وبدون تحريض

الحنان ـ طرابلس ـ نصري الرز
رأى رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي “أن مصدر المشاكل الاوحد في لبنان يمكن اختصاره بكلمة الفساد، والفساد محمي في مظلة الطائفية والمذهبية والمحاصصات والهيمنة عالسلطة وتعطيل مؤسسات الرقابة والتدخل في القضاء” ، وأوضح ان “هذا الفساد هو الذي حوّل ولا يزال حياة اكثر من ٩٠% من اللبنانيين وفي مقدمهم الموظفون والاساتذة الى سباق مع لقمة العيش والراتب، وهو الذي جعل لبنان دولة مفلسة في حين انها دولة منهوبة”.
كلام كرامي، جاء خلال رعايته احتفال قطاع التعليم المهني في تيار الكرامة وإدارة معهد راس نحاش الفني، بمناسبة عيد المعلم في مطعم دار القمر طرابلس، بحضور رئيس بلدية رأس نحاش إيهاب قلاوون، مدير المعهد حسام عيد، ومسؤول التعليم المهني في التيار الدكتور خليل خليل وحشد من المدراء والاساتذة.
النشيد الوطني، فكلمة عريف الحفل جورج طنوس، تلاه مدير المعهد عيد، شاكرا ل”كرامي رعايته واهتمامه الدائم بقطاع التعليم ودعمه لمطالب الاساتذة، لاسيما المتعاقدين”.
ثم تحدث خليل معددا “انجازات القطاع التربوية والمطلبية والخطة المستقبلية للتيار وتعزير دور التعليم المهني والتقني” ، وأكد “التعاون التام مع المديرية العامة للتعليم المهني والتقني”.
كرامي
ثم تحدث كرامي، فقال:” يسعدني أن أكون بينكم في هذه المناسبة لكي أشارك في عيد المعلم ولكي أحيّي إدارة المعهد والهيئة التعليمية فيه على جهودهم الطيبة وأخُص هنا الأساتذة المكرمين الذين نجتمع اليوم لكي نعبّر لهم عن امتناننا العميق لعطاءاتهم في اسمى مهنة وهي مهنة تربية الأجيال وإعداد الجيل الجديد لخوض غمار الحياة.
ان عيد المعلم هو عيد عالمي ونحن في لبنان نحتفل به منذ عقود كثبرة، ولكن يبقى هذا العيد في بلدنا رمزياً ومعنوياً، اذ لا يخفى عليكم وانتم من أهل البيت وأهل العيد ان المعلم في لبنان ينتمي الى الشرائح الإجتماعية المظلومة وهذا الظلم هو سياق متّبع رسمياً ويكاد يكون نهجاً للدولة، وها نحن نرى اليوم كيف ان التعليم الرسمي والمدارس الرسمية في حال من التراجع المستمر وكيف أن الأساتذة والمعلمات يضطرون للتظاهر في الشوارع لكي يطالبوا بحقوقهم المشروعة التي هي أصلا مجحفة. إن هذه الدولة نجحت للأسف في الترويج للتعليم الخاص والمدارس الخاصة وللجامعات الخاصة على حساب التعليم الرسمي والمدارس الرسمية والجامعات الرسمية ويبدو أن القيّمين على أمور الدولة لا يعترفون اصلاً بالمدرسة الوطنية الجامعة لكل اللبنانيين من مختلف المشارب والطبقات والطوائف، وان هذه السمة للتعليم الوطني والرسمي هي فعلياً أساس بناء العيش المشترك الحقيقي وأساس تخريج اجيالٍ تقود لبنان الى المستقبل العصري بعيداً عن الطائفية والمذهبية والأهم هي أساسُ إلغاء تعميم الجهل الذي حوّل الى استثمار في سوق السياسة والإنتخابات”.
اضاف :” نحن أيها الأعزاء نفتخر في قطاعنا التربوي في تيار الكرامة والذي يقدم المستطاع من خدمات تربوية للشرائح الفقيرة في كل مستويات التعليم، ولكننا ننحاز وعلناً الى دعم التعليم الرسمي والى تحصين المدارس والثانويات والمهنيات والجامعات الوطنية بكل ما يلزم لتكون المؤسسات الوطنية التي تتخرج منها أجيال المستقبل، وهو أمر نضعه في مقدمة أولوياتنا النضالية من أجل بناء لبنان الذي نستحقه ويستحقة ابناؤنا”.
وقال:” كلنا نعرف بأن مصدر المشاكل الاوحد في لبنان يمكن اختصاره بكلمة الفساد، فالفساد المحمي في مظلة الطائفية والمذهبية والمحاصصات والهيمنة عالسلطة وتعطيل مؤسسات الرقابة والتدخل في القضاء، هذا الفساد هو الذي حوّل ولا يزال حياة اكثر من ٩٠% من اللبنانيين وفي مقدمهم الموظفون والاساتذة الى سباق مع لقمة العيش والراتب الذي لا يكفي عشرة أيام، انه الفساد الذي جعل لبنان دولة مفلسة في حين انها دولة منهوبة.
من الطبيعي ان يكون موقعنا جميعا في جبهة محاربة الفساد، ولم يبقى سياسي في لبنان الا وأعلن انه ضد الفساد وبالتالي فلا شيء يبرر عدم الانطلاق بخطوات جادة في المحاسبة من فوق الى تحت ومن تحت الى فوق لا فرق وينبغي ان تكون كل ملفات الفساد مطروحة على الطاولة وامام الرأي العام وان تكون الكلمة الفصل للقضاء، والاهم ان نحرّر محكمة القضاء، على القضاء ونحن هنا واضحون بأن “ما في حدا فوق راسو خيمة” لا رئيس ولا وزير ولا مدير ولا أي شخص تحمّل مسؤولية في الدولة فأهمّ صفة يتمتع بها المسؤول ان يكون جاهز للمساءلة بدون ضجيج وبدون تحريض وبدون محاولة التملّص من مسؤوليته عبر خلق مناخات متشنّجة لن تقدم ولن تؤخر أمام كلمة القضاء، خصوصاً ان الجميع طالب بالقضاء ان يكون هو الفيصل بين اللبنانيين، وعندما وصلت الامور الى القضاء بمعنى اصبحت الامور جديّة وليس فقط شعارات، وجدنا البعض يتلطّى خلف طائفته وخلف مرجعيته المذهبية.
ولن أثقل عليكم أيها الأعزاء بحديث السياسة وشجونها وبحديث الانتخابات وجنونها فلكل مقام مقال والمقام هنا أرفع وأسمى من الشجون والجنون الجاريين حالياً لان تأثير الفساد يطال كل الناس وكل شرائح المجتمع، كذلك الفقر لا يفرّق بين طائفة واخرى وبين مذهب وآخر، وأكتفي بأن اجدد شكري لإدارة معهد راس نحاش الفني وأجدد تهنئتي للمكرمين عسى ان يصبح عيد المعلم بلبنان عيداً بكل معنى الكلمة”.
وفي الختام، وزع كرامي الدروع والاوسمة للاساتذة، وتسلم بدوره درعا من الهيئتين الإدارية والتعليمية.