أخر الأخبار

في الذكرى السنوية الثالثة على غياب الإعلامي شوقي الحاج: بصمة فريدة وقلم كتب أوجاع الناس والوطن لعقود

الحنان برس _  راشيا _ زياد العسل

كثر يمرون في هذه الحياة ويعبرون من المهد الى اللحد دون اثر يذكر وبصمة فريدة تشكل علامة من علامات وجودهم ودليلا على ذاك الحضور بما يثبت وجودهم وكيانهم البشري الذي تعتبر البصمة كما يقول الكاتب العالمي باولو كويلو أبرز ما خلق له الإنسان لأنه بدونها يعبر مرور الكرام دون فائدة ترجى ولا أثر يذكر

لا شك أننا عرفنا وقرأنا وسمعنا في حياتنا عن اشخاص استطاعوا أن يتركوا اثرا في مجتمعهم وعملهم وحياتهم التي لا يمكن أن تنسى تفاصيلها أو ملامحها أو حضورهم الزاهي في لحظات لا يمكن لمن عرفهم عن كثب أن ينساها.

اليوم تمر ثلاث سنوات على غياب الصحافي اللبناني ابن بلدة عين عطا في قضاء راشيا شوقي الحاج عن المسرح الإعلامي والإجتماعي للمنطقة، الحاج الذي أبكى فراقه كل من عرفه عن كثب وكل من سمع عنه، عن طيبته وانسانيته ومبادرته وحبه للناس، الصحافي الذي أمضى أكثر من ربع قرن في صحيفة السفير اللبنانية ليكون مع زملاء له حقا صوت الذين لا صوت لهم بالفعل والممارسة لا القول فقط.

“أبو الشوق”، اللقب الذي كان رفاق دربه وزملاؤه ينادونه به وهو الأحب الى قلبه على حد وصف اشخاص عرفوه عن كثب، الإنسان الذي يحبه الصغير والكبير نظرا لقدرته على التأقلم مع الجميع وترك بصمة استثنائية حيث حل وارتحل، فتسمع الكثير من أولئك الذين عرفوه عن كثب، حيث يقول لك زميل له أنه صاحب النكتة الحاضرة والحضور المحبب والكلمة التي تحفر مكانها على حد وصفه في عقول وقلوب من يسمعها، ويتبحر في مراميها وأبعادها.

ترجل الحاج عن حصانه بعد مسيرة طويلة من التحدي لشتى متاعب الدهر ومهنة المتاعب على حد سواء، ليكون يوم مأتمه يوما أشبه بالحشد الجماهيري لكل التيارات والأحزاب والناس من القرى المجاورة والبعيدة، حيث أبكى هذا الغياب من عرفه ومن لم يعرفه أيضا.

ابن عين عطا في قضاء راشيا، القرية التي عرفت بصلابة أهلها وحبهم للحياة، كان نموذجا يجسد هذه القرية خير تمثيل وتجسيد بحق في صلابة الموقف وسداد الرأي، وحب الحياة والسعي لنشر المحبة والخير والكلمة الطيبة، ليكون حقا علامة فارقة في نقل هموم المنطقة والناس والوطن، وفي زرع الأثر الطيب حيثما اوجدته المهنة والحياة، وليثبت أن الإنسان ليس إلا هذا الأثر وهذه البصمة الفريدة التي لا تنسى البتة مهما طالت مدة الغياب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى