أخر الأخبار

المطران درويش في أحد الشعانين: إجعلوا من هذا العيد مناسبة مقدسة ليسكنَ الله في عائلاتكم

الحنان _

احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بقداس أحد الشعانين في كاتدرائية سيدة النجاة – زحلة بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والأب طوني رزق، وخدمه الأب الياس ابراهيم، في غياب المؤمنين، التزاماً بقرار التعبئة العامة وبقرار السلطات الكنسية، في ظل الوضع الصحي المستجد من جراء فيروس كورونا، وحفاظاً على السلامة العامة، ونقل مباشرة عبر تلفزيون زحلة واذاعة صوت السما ومواقع التواصل الإجتماعي التابعة للمطرانية.
بعد الإنجيل المقدس توجه المطران درويش الى المؤمنين في منازلهم قائلاً :
” لأول مرة في تاريخ هذه الكاتدرائية، لا بل في التاريخ الحديث، نحتفل بعيد الشعانين بعيدين عن أبناء وبنات أبرشيتنا، ولأول مرة نفتقد أولادنا الصغار، فقد تعودنا ان يسيروا الى جنبنا ويصرخوا معنا ومع الكنيسة الجامعة “هوشعنا في الأعالي.. مبارك الآتي باسم الرب”. لذلك أتوجه اليهم اليوم وأقول لهم أنتم في فكرنا وصلاتنا ومحبتنا. وغيابكم عن الكنيسة لا يعني أبدا أنكم بعيدين عنها، أنتم في قلب الكنيسة وأنت عيدَها. اضيئوا شموعكم واحملوها في البيت واخرجوا على الشرفات، ونادوا مع أهلكم، بأعلى أصواتكم: “هوشعنا في الأعالي..”.”
وأضاف ” لقد دخل يسوع أورشليم ليفتتح يوم الله الجديد في تاريخنا، لذلك نعتبر أن عيد الشعانين هو عيد الله وهو بدء التاريخ الجديد في العلاقة بينه وبيننا. ولذلك أيضا كل مسيحي مدعو اليوم ليسير معنا لنلتقي المسيح الظافر والمنتصر، فمعه مات القديم وصار كل شيء جديدا. معه صار الفرح عنوان المؤمن ورجاء المؤمن. فقد دخل يسوع حياتنا ليشفي المريض ويعطي الأمل لليائس والسلام للنفوس.
إننا نفتقد اليوم الى أطفالنا يصرخون من أعماق قلوبهم “هوشعنا..” صراخهم دعوة للعالم ليكتشف المحبة والانفتاح والتعاضد، عسى أن يُعلمنا الوباء الذي حلَّ بيننا أن نصلب خطايانا وشرورنا، لنقوم مع يسوع بثوبنا الأبيض البهي.
نحن كلنا أطفال يسوع “إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات” واليوم نريد منكم، أيها الأهل الأحباء، أن تجددوا القسم معنا بأننا نخصُ المسيح، وكلُّ ما لنا هو منه يخصه هو، نُقسم بأنه ليس من طريق في حياتنا إلا طريقُه. الأغصان التي في أيدينا تعني أننا ننتمي الى ملكوته، وهي تشيرُ الى إرادتنا وتصميمنا بأننا سنكون معه في ضيقنا ونجاحاتنا، في بؤسنا وفرحنا.”
وتابع سيادته ” لقد أيقظ يسوع في قلوبنا رغبة الفرح فينا، صحيح أنه دخل الى أورشليم، لكن الأصح أنه دخل الى قلوبنا، واشعل فينا حُبَّهُ وأضاء بنوره فرحة العيد. دخل الينا كصديق ونحن، بفرح وابتهاج، استقبلناه ورافقناه كصديق واخ لنا، لذلك فرحتنا كبيرة لأنه حاضر معنا، في وسط كل عائلة. لكن فرحتَنا ستبقى ناقصة إن لم نحمله إلى عائلتنا وإلى عالمنا، فرحتنا ستبقى ناقصة إن لم نُغيِر أنفُسَنا والعالم المحيط بنا، فرحتنا ستبقى ناقصة إن لم نعلن للعالم المحبة، قولا وفعلا.
لقد اعلن البابا يوحنا بولس الثاني أن عيد الشعانين هو عيد الشباب، لذلك أتوجه اليوم الى شبابنا وشاباتنا وأنا أتخيلكم تهللون معنا وأنتم في بيوتكم وترنمون بحماس “هوشعنا في الأعالي..” لا تخافوا يا أحبتي أنتم تتبعون ملكا سماويا، قهر بصليبه الموت وأعطاكم الحياة، أعطاكم المستقبل، ثقوا به فهو وحده يعطيكم السعادة.”
وختم ” أدعوكم ايها الأحباء، أن تجعلوا من هذا العيد مناسبة مقدسة ليسكنَ الله في عائلتكم لأنكم أنتم كنيسته وملكوته. ولنطلب معا شفاعة العذراء مريم. فهي تعلمنا كيف نفرح مع يسوع وكيف نحبه وكيف نتبعه.”
وفي نهاية القداس بارك المطران درويش غصون الزيتون واقيم تطوافاً رمزياً في داخل الكاتدرائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى